الخميس، 9 فبراير 2012

خبراء يحذرون : بعد الثلوج الكبيرة.. فيضانات عارمة تهدد الشمال الغربي في تونس


مثل تساقط الثلوج بمنسوب استثنائي خلال المدة الأخيرة إشكالا على أكثر من مستوى فارتفاع سمكه في بعض الحالات إلى حدود 1.6 متر مع بدء تحسّن حالة الطقس وبزوغ الشمس وارتفاع درجة الحرارة أضحى يهدد بكارثة بيئية بدأت خيوطها تتشكل رويدا رويدا وتنذر بخطر داهم ,فالثلج الذائب سيتحول إلى كميّات هائلة من المياه التي لن تجد لها طريقا على غرار تهاطل الأمطار حيث تفرض جيولوجيا الأرض انسياب المياه في الأودية والمجاري.

سعينا للبحث في الأمر بعد أن أطلق خبراء صيحة فزع.من ذلك أن مركز التفكير الإستراتيجي للتنمية بالشمال الغربي أنذر بحدوث فيضانات كارثية تهدد البنية التحتية والأحياء السكنية.

إذ تقول الآنسة إيمان العيادي أحد أعضاء المركز أن الفيضانات التي ستنتج عن ذوبان الثلج بجهة الشمال قد تؤدي لانهيار البنية التحتية الأساسية المتمثل في الإنزلاقات بالطرقات وإمكانية إنهيار المنازل القديمة و الأكواخ وأشارت محدثتنا بأن السدود التي بالجهة لن تقدر على استيعاب كميات المياه الهائلة التي ستنتج عن ذوبان الثلوج. وقالت أن مركز التفكير الإستراتيجي للتنمية بالشمال الغربي أحدث خلية لمتابعة الأوضاع و التنسيق مع السلط المعنية.

ولمزيد الإستفسار حول إمكانية حصول فيضانات إثر ذوبان الثلوج وعن تأثير ارتفاع منسوب المياه على التربة بالشمال الغربي اتصلنا بالسيد عمر مطيمط عضو الجمعية التونسية لعلوم التربة الذي شرح لنا علاقة ارتفاع منسوب المياه الناتج عن ذوبان الثلوج بنوعية التربة في الأراضي الفلاحية.فأفادنا بأن التربة الرّملية تمتص المياه الناتجة عن ذوبان الثلوج بسرعة بينما تمتاز الأراضي في جهات الشمال الغربي التي شهدت نزول كميات كبيرة من الثلوج بأنها ذات تربة طينية وهو ما سيعطل عملية نفوذية المياه (توغّل الماء في التربة) داخلها والتي ستكون بطيئة ممّا سيؤدي إلى تراكم المياه فوقها.وعن الحلول التي يجب اعتمادها حتى لا يؤدّي تراكم المياه إلى فيضانات يرى السيد مطيمط أنه يجب حفر خنادق في أحواض أودية مجردة وملاّق بالشمال وذلك لصرف المياه الزائدة والمتراكمة ولتهوية الأتربة.

من جهته طمأن وزير الفلاحة في الحكومة المؤقتة محمد بن سالم متساكني المناطق المهددة بالفيضانات ومناطق الشمال والشمال الغربي على امنهم وسلامتهم وقال انه لا مجال للخوف اليوم خصوصا في ظل تجنيده إطارات سامية ومهندسين مختصين في مجال المياه لحماية السدود من المخاطر وحماية المناطق المهددة بالفيضانات.

وقال وزير الفلاحة الذي أدى زيارة تفقد لسدود الشمال الغربي بعد موجة الأمطار والثلوج أن الإطارات المختصة في الهندسة المائية عملت على ملائمة تنفيس السدود بطريقة تجعل السد قادرا على استيعاب كميات المياه المتزايدة مؤكدا أن طاقة الخزن في عديد السدود ما زالت عالية تصل إلى ملايين الأمتار المكعبة من المياه.

وبين الوزير أن وزارته اتخذت التدابير اللازمة الاستباقية تحسبا لمزيد من الأمطار في الجزائر ومناطق الشمال الغربي التونسي لحماية السدود من الانكسار والمناطق المهددة من الفيضانات مضيفا أن وضع السدود اليوم تحت السيطرة.

وكانت وزارة الفلاحة أعلنت أن المخزونات المائية الحالية بسد سيدي سالم تقدر بحوالي 599 مليون م3 أي بنسبة امتلاء لا تتجاوز 93 بالمائة..وإلى تحسن مخزون منظومة السدود التونسية التي يقدر منسوب المياه فيها بمليار و824 مليون متر مكعب مقابل مليار و411 مليون متر مكعب خلال نفس الفترة من السنة الماضية بما يؤمن حاجيات البلاد من المياه للسنوات الخمس القادمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صفحتنا على الفايسبوك